Sunday, June 1, 2008

Siyaha Project Al Rai Press Release - 26 July 2007

وادي رم للتكنولوجيا.. ملاذ لتطوير الذات ومنجم بناء القدرات

صلاح العبّادي - لشباب وادي رم قصص وحكايات في سعيهم إلى ما هو منشود من طموحات ترنو بهم إلى مستقبل الآمان، وتوفر لهم فرص عمل تحقق طموحهم.تكنولوجيا المعلومات والتمكن منها، أمر لم يعد صعباً بالنسبة لهم، فقد غدت شبكة وادي رم لتكنولوجيا المعلومات، مقصداً للكثير من الشباب والشابات من ابناء المنطقة، الذين يتطلعون إلى تعلم تكنولوجيا الحاسوب وما يتصل بها من برامج ودورات تسهم في تمكنهم من الظفر بفرصة عمل تحقق طموحهم.شباب المنطقة في اقبال على الانضمام إلى هذا المشروع في سبيل تطوير الذات وتعلم مهارات جديدة، كما هو حال أم عبد الرحمن - ربة منزل - التي أكملت دراستها الثانوية ولم تتح لها الفرصة لتتابع دراستها الجامعية، في الوقت الذي رفضت الاستسلام والجلوس في البيت؛ بل تبحث دائماً عن نشاطات واجتماعات ودورات لتشارك بها. الطموح دفع هذه السيدة لتعلم أساسيات الكمبيوتر، بغية التمكن من اكتساب المعرفة التي تؤهلها من تدريس اولادها في المواد التعليمية المختلفة، خاصة وأنها تتطلع لاكتساب المعرفة في معرفة أكثر التفاصيل عن الحاسوب وتطبيقاته.كما أن طَفلة الزوايدة إحدى الشابات المتدربات القائمات على تنفيذ نشاطات المشروع، كانت فرصتها بالمشاركة في الدورات التدريبية لتنمية مهاراتها الحياتية، وكذلك مهارات الحاسوب، الأمر الذي ولد لديها الحماسة لتقديم المساعدة لأخوانها ومن يقطنون حولها من الجيران، لتتمكن من إعداد البحوث بإستخدام الانترنت.هذا بدوره اوجد عند طَفلة الطموح؛ لتسعى نحو اكتساب المزيد من العلم والخبرة؛ لتتمكن من أن تصبح مدربة حاسوب في المستقبل، وتساعد أبناء مجتمعها على تنمية هذه المعرفة لديهم، إذ تقول إن أهم نقطة لفتت انتباهي، أن البعض من الأهالي في السابق كانوا يرفضون شراء أجهزة الكمبيوتر لأبنائهم عندما يطلبون منهم، وسبب هذا الرفض إن هؤلاء الأهل قد لا يعرفون عن هذا الجهاز سوى اسمه، ولكن بفضل هذا المشروع المميز أصبحوا الآن يعرفون مدى أهمية هذا الجهاز الذي في السابق لم يعيروه أي اهتمام، وأصبحوا هم أنفسهم يشترونه لأبنائهم... كل هذا حدث في فترة وجيزة لم تتجاوز الأربعة أشهر .كما ان لافي الزلابية شاب طموح رفض الاستسلام للعوائق في حياته وتابع حلمه، فقد دعاه حبه للعمل في المجال السياحي إلى الابتعاد كثيراً عن مسيرته العلمية، ما أدى إلى انقطاعه عن دراسته عندما وجد بأنها تأخذ الأغلب من وقته الذي هو بحاجته في عمله.وحسب ما قاله، فإنه وبنظرة مستقبلية سريعة استجدى منها بأنه وبسهولة سيجعل من عمله السياحي لبنة لبناء مستقبله، بعد أن ترك مقاعد الدراسة، ولكن مع مرور الوقت وجد نفسه يقف حائراً ونادماً، وقد أدرك بأن عمله ينقصه الكثير من المعرفة؛ إذ هو لا يمتلك مهارة الترويج لعمله السياحي، ويفتقر لمعرفة كيفية بناء الأسس المتينة والقواعد السليمة لإدارة عمله، كل هذا بسبب الجهل المعرفي والعلمي بشكل عام، وعدم معرفته باستخدام الحاسوب بشكل خاص، قاده ندمه وإصراره للسعى وراء تطوير ذاته، فانضم الى دورات المشروع؛ حيث تمكن من التعامل مع شتى برامج الحاسوب خلال أسبوعين فقط، بدأها باحثاً عن مواقع الأزرار على لوحة المفاتيح، وأنهاها بتعلمه أساسيات بناء موقع الكتروني بسيط.وها هو الآن يروج لنفسه سياحياً مستخدماً شبكة الانترنت وبريده الالكتروني الخاص، وينظم عمله باستخدام قواعد البيانات.وحسب القائمين على المشروع فقد جذب اهتمام ومشاركة حوالي 142 مستفيدا ومستفيدة، هم من خمسة كوادر جمعيات محلية ومن أبناء المجتمع المحلي في مناطق رم والديسه والصالحيه - تشكل السيدات نسبة ما يُقارب 54% من مجموع المستفيدين - وتم تدريبهم على أساسيات و مبادئ إستخدام الكمبيوتر و تطبيقاته.ويتطلع القائمون على المشروع في المرحلة المقبلة استمرار تقديم هذه الدورات بالإضافة الى البدء بمرحلة حضانة المشاريع؛ بحيث يكون التركيز على القيام بمشاريع تتبني التطبيق العملي لتكنولوجيا المعلومات وإستخدامات الحاسوب في مختلف المجالات، أهمها الأعمال في قطاع السياحة.وبدأ المشروع نشاطاته في مطلع هذا العام بإقامة مجموعة من جلسات التوعية في مختلف المجتمعات المحلية في منطقة وادي رم، بهدف نشر الوعي حول أهمية وفوائد تكنولوجيا المعلومات، والترويج له، إضافة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة وتشجيعهم على الانضمام إلى هذا المشروع، الأول من نوعه في منطقة وادي رم. وتبع ذلك مرحلة إنتقاء وتأهيل فريق العمل المؤلف من 20 شاباً وشابة مميزين من أبناء المنطقة، حيث تم تدريبهم على المهارات الحياتية والمبادئ التقنية المتعلقة بشكل مباشر بتنفيذ نشاطات وفعاليات المشروع بالتنسيق مع الجمعيات التعاونية المحلية.وتعمل شبكة الأردن على تنفيذ مشروع شبكة وادي رم لتكنولوجيا المعلومات بدعم من مشروع تطوير قطاع السياحة في الأردن (سياحة) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي يهدف الى دعم قطاع الريادة والأعمال للمساهمة في تطوير السياحة في منطقة وادي رم، من خلال بناء قدرات ومهارات المجتمع المحلي خاصة الشباب والسيدات وأصحاب المشاريع وكذلك تطوير قدرات الجمعيات المحلية وصقل مهارات كوادرها.وتسعى الشبكة من خلال مشروعها المنفذ في منطقة وداي رم إلى تعزيز أهمية تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر، والتواصل بينهما كأدوات عملية تسخرها الجمعيات وأبناء المجتمع المحلي، للنهوض بمشاريعهم وأعمالهم السياحية، إضافة إلى العمل على تنشيط دور الشباب الرائد في مضمار التكنولوجيا، من أجل التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، وكذلك تقديم برامج تدريبية وتعليمية متنوعة لتعزيز إمكانيات أبناء منطقة رم تساهم في تحسين أدائهم وتطوير منتجاتهم وخدماتهم. وبعد أن استكملت شبكة الأردن تطبيق المرحلة الأولى من مشروع شبكة وادي رم لتكنولوجيا المعلومات جاء دور الشباب والشابات المتدربين لتيسير الجلسات التدريبية والبرامج التعليمية المجانية للمهتمين من أبناء المجتمعات المحلية المستهدفة، خاصة السيدات منهم. وتتمحور هذه الجلسات حول إكتساب المنتسبين لمجموعة من المهارات الجديدة وكذلك يتم دعمهم وإرشادهم لتبني هذه المهارات وأدوات وتقنيات تكنولوجيا المعلومات في تطبيقات عملية. وقد كانت أهم مَخرجات الدورات الأساسية على مهارات الحاسوب أن كل مشارك أصبح لديه بريد الكتروني.ووفقاً للقائمين على المشروع، فإن شبكة بناء كفاءات تكنولوجيا المعلومات (شبكة الأردن) مؤسسة غير ربحية مستقلة تأسست في الأردن في حزيران 2005 بدعم من الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي وعدد من الشركات ومؤسسات من القطاع الخاص؛ حيث تعمل على تسخير طاقات وخبرات الشباب الأردني، لتطبيق برامج ريادية تنموية، هدفها تدريب وإرشاد المجتمعات المحلية لتبني التطبيقات العملية لتكنولوجيا المعلومات والحاسوب في الحياة اليومية في سبيل التطور والنهوض إقتصادياً. وينفذ مشروع تطوير قطاع السياحة ومدته ثلاث سنوات (2005-2008)، بغية دعم تطبيق إستراتيجية السياحة الوطنية (2004-2010)، التي أطلقت في عام 2004، بهدف مضاعفة اقتصاد السياحة في الأردن بحلول عام 2010؛ إذ يعمل على تعزيز التجربة السياحية، في الوقت الذي يسعى فيه لإيجاد فرص اقتصادية للمجتمع البدوي المحلي، من خلال التركيز على تطوير تجارب ورحلات الجمال، ومنتجات الحرف اليدوية والتجارب البدوية الأصيلة والتخييم داخل المحمية الطبيعية وتطوير قلعة حرس البادية القديمة إلى متحف محلي بالإضافة إلى تعزيز قدرات المؤسسات المجتمعية وتطوير المؤسسات المتوسطة والصغيرة، وتمكين المرأة والمجتمع وتطوير تجربة رحلات السفر بسيارات الدفع الرباعي. يذكر أن الدورات التي يقدمها المشروع تعقد شهرياً في أربعة مراكز معلوماتية، وحاسوب تم تأسيسها في مركز زوار رم وجمعية وادي رم السياحية وجمعية الديسه السياحية وجمعية القرية المنتجة في الصالحية.

No comments: